خالد بدير : من فجر نفسه أو قام بعمليات انتحارية، ليس شهيداً بل منتحراً وإلي جهنم
قال الدكتور خالد بدير : ضابط الشهادة هو النية: فقد يكون في الظاهر مجاهدا في سبيل الله ومصيره جهنم والعياذ بالله؛ وكذلك من يموت بسبب معصية كمن دخل دارًا ليسرق فانهدم عليه الجدار فمات بالهدم فلا يقال له شهيد؛ وكذلك الميتة بحملٍ من الزنا. وقد سئل الإمام ابن تيمية: عن رجل ركب البحر للتجارة فغرق فهل مات شهيدًا؟ أجاب: نعم مات شهيدًا إذا لم يكن عاصيًّا بركوبه، وقال في موضع آخر: ومن أراد سلوك طريق يستوي فيها احتمال السلامة والهلاك وجب عليه الكف عن سلوكها، فإن لم يكف فيكون أعان على نفسه فلا يكون شهيدًا. أ . ه
فمدار الأمر على النية، فقد يكون في الظاهر في سبيل الله وفي الباطن غرضه الدنيا أو منصب أو جاه أو غير ذلك.
أما من فجر نفسه ؛ أو قام بعمليات انتحارية ؛ أو قام بالتخريب والتدمير فقتل فلا يعتبر شهيداً كما يُدعَى؛ بل يعد منتحراً ومصيره جهنم وبئس المصير؛ كما أصدر الأزهر الشريف ودار الإفتاء بياناً بحرمة ذلك وعد انتحاراً ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ؛ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ؛ وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ؛ وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا “. ( متفق عليه ).
بل إن كل الدماء – التي استشهدت بسبب فعلته – في رقبته يوم القيامة .
فقد روى أحمد والترمذي عن ابن عباس عن النبي صلى الله علبه وسلم قال:” يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده، وأوداجه تشخب دماً يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني حتى يدنيه من العرش”. فماذا عسى أن يكون الجواب عند سؤال رب الأرباب ؟!!.